Helping You Pursue The Most Rewarding & Fulfilling Career

خبير اقتصادي يوضح كيف يمكن للمواهب المصرية أن تصمد أمام الأزمة الاقتصادية في 2017

No comments

في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية والموجودة في عده دول يوضح لنا الخبير الإقتصادي عمر الشنيطي كيف يمكن للمواهب المصرية أن تصمد أمام الأزمة الاقتصادية في 2017

من هو عمر الشنيطي:

هو مؤسس مجموعة Multiples، وهي عبارة عن بنك استثماري متخصص مقره دبي، لديه أسهم وأنشطة مصرفية استثمارية تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وظل عمر يقوم على نطاق واسع بتحليل المشكلات الاقتصادية الهامة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على مصرو الأزمة الاقتصادية الحالية بها، محاولاً تحليل المشكلات الاقتصادية وطرح تصوراته بشأن تلك المشكلات. يقوم عمر الشنيطي من آن لآخر بنشر مقالات اقتصادية في صحف مختلفة، فضلاً عما ينشره في مدونته الشخصية. وفي هذه المدونة سوف نناقش مع السيد عمر كيف يمكن للمواهب المصرية أن تصمد أمام الأزمة الاقتصادية  في عام 2017.

مقابلة مع عمر الشنيطي لمناقشة كيفية الصمود أمام الأزمة الاقتصادية الحالية

محمد وزيري: مرحباً بك لدينا يا عمر، يشرفنا ويسعدنا أن تكون ضيفنا في سلسلة مقابلات “كاريري”.

عمر الشنيطي: شكراً لك يا محمد. أنا سعيد حقاً بإتاحة الفرصة لي لمساعدة المواهب المصرية.

 

محمد: ما رأيك في الوضع الحالي في مصر وفي المشهد الاقتصادي؟ فالأمر كله معقد، وسوف يستغرق وقتاً طويلاً، أم أنك ترى أنه موقف مؤقت، وبعده سوف يتغير كل شيء ويعود إلى ما كان عليه من قبل. هل هناك أي تصور حقيقي على المدى القصير والطويل؟

عمر: الوضع بوجه عام لا يدعو إلى التفاؤل؛ فنحن في فترة ركود قاسية جداً على عموم الناس؛ ولكن لكي نقرر ما إذا كان الوضع إيجابياً أم سلبياً أو واعداً أم مخيباً للآمال فهذا أمر نسبي تماماً؛ فأنا لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال دون تحديد الطرف المتأثر بهذا الوضع. على سبيل المثال، إذا كان هناك شخص ما يستورد خدمات أو منتجات فإن الوضع والمشهد الاقتصادي الحالي سوف يكون كارثياً بالنسبة له بكل تأكيد، وسوف يواجه مخاطر حقيقية في أعماله. ومن ناحية أخرى، إذا كان هناك شخص ما يقوم بتصدير منتجات أو خدمات محلية فسوف تكون هذه هي فرصته للنمو وازدهار أعماله بشكل كبير، لأنه يحصل على قيمة منتجاته وخدمات بالعملة الصعبة.
ومن ثَم فإن المشهد الاقتصادي يمكن تحليله من وجهات نظر مختلفة وفقاً للموقف والسياق والسمات التي تحدد كل شخص أو كيان.

 

محمد: هل تعتقد أن الحل بالنسبة للمواهب المصرية هو السفر أو الهجرة للخارج وترك البلاد بحثاً عن فرص أفضل في الخليج أو الدول الأوروبية أم أن هذا سوف يجعل الوضع يزداد سوءاً؟

عمر: من وجهة نظري، وللأسف، نعم؛ فأنا أعتقد أنه من الأفضل، في الوضع الحالي، السفر والبحث عن وظيفة في الخارج.

 

محمد: ولكن منطقة الخليج تشهد حالة من عدم الاستقرار وبها مشكلاتها الخاصة بها، فهل ستهرب تلك المواهب من مشكلة لتواجه مشكلة أخرى؟

عمر: أنا أتفق معك؛ فمنطقة الخليج ليست مستقرة تماماً، لاسيما بعد هبوط أسعار النفط ودخول بعض البلدان في حروب، مثل المملكة العربية السعودية. هذا بالإضافة إلى توجه بعض دول الخليج إلى توظيف الكوادر المحلية، مثل عملية السعودة في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يزيد من صعوبة إمكانية حصول المواهب المصرية على وظيفة أفضل في السوق الخليجية. كل هذا يجعل منطقة الخليج ليست الخيار الأفضل ولكنها أفضل من الوضع هنا في مصر؛ فعلى سبيل المثال، إذا عملتْ إحدى تلك المواهب في المملكة العربية براتب شهري 10.000 ريال سعودي، فهذا يعادل الآن 50.000 جنيه مصري، في حين أن الـ 10.000 ريال سعودي كانت تعادل 17.000 جنيه مصري منذ سنوات قليلة. ليس هناك وجه للمقارنة على الرغم من صعوبة الوضع في الخليج، ولكن الموهبة المصرية سوف تعود إلى مصر ولديها، على الأقل، مدخرات وعملة صعبة.

 

محمد: في رأيك، ما الذي يجب على الموظف المصري أن يفعله لكي يدير أموره المالية بشكل أكثر كفاءة أو يزيد من دخله؟

عمر: لكي يتمكن الأفراد من تحسين وضعهم المالي يجب عليهم زيادة دخلهم أو خفض مصروفاتهم. وبالطبع فإن زيادة الدخل أفضل من خفض المصروفات، ولكن تطبيق ذلك، في الواقع، أمر أكثر صعوبة بالنسبة للموظف المصري، خاصة وأن غالبية موظفي القطاع الخاص يعودون إلى منازلهم في الساعة 6 أو 7 مساءً؛ فوقتهم محدود جداً ولا يَسمح لهم بالعمل ساعات إضافية تزيد من دخلهم بشكل معقول. من وجهة نظري، أنا أنصح الموظف المصري وأشجعه على إدارة مصروفاته وتغيير سلوكه الاستهلاكي.

 

محمد: وكيف يمكنه تغيير سلوكه الاستهلاكي؟

عمر: على سبيل المثال، يمكنه شراء المنتجات المحلية أو المنتجات الأقل سعراً؛ فبدلاً من شراء منتجات من الفئة أ يمكنه شراء المنتجات من الفئة ب، وسوف يظل يشعر بعدم حدوث تغير كبير في أسلوب حياته، على الأقل حتى تنتهي هذه الأزمة الاقتصادية.

 

محمد: يقول بعض المحللين أن السوق المصرية سوف تكون أكثر قدرة على النمو بالنسبة للاستثمارات الأجنبية بسبب تكلفة المواد والعمالة والأراضي المنخفضة للغاية. هل توافق على ذلك؟

عمر: نعم، أتفق معهم، ولكن هذا السيناريو المتفائل “جداً” لن يحدث بسهولة على المدى القصير، خاصة وأننا مازلنا نعاني من وضع سياسي غير مستقر، ويتعين علينا مراجعة قوانين ولوائح الاستثمار؛ فقد يحدث ذلك بعد مضي عامين أو ثلاثة من الآن. 


محمد: ما هي نصيحتك لرجال الأعمال المصريين؟

عمر: أنصح كل رجل أعمال أن يفكر جيداً، ويحلل وضعه، ويراجع أعماله، ويسأل نفسه هذا السؤال المهم: هل نموذج الأعمال هذا سوف يصمد أمام هذه الأزمة الاقتصادية الصعبة؟ وهل سيستمر ذلك خلال الـ 5-6 سنوات القادمة؟ إذا كانت الشركة تعتمد على الاستيراد فربما أن إغلاق الشركة هو الخيار الأفضل، أما إذا كانت الشركة تعتمد على التصدير فلديها فرصة ممتازة للمنافسة. عندما نتحدث عن الأعمال فإنني أنصح بشدة رجال الأعمال الجدد أن يفكروا في تقديم المنتجات والخدمات والحلول المحلية للسوق لأن هذا المجال يتمتع بقدرة على النمو في اقتصاد مثل هذا. ولكنني على الجانب الآخر، أنصح جميع رجال الأعمال ألا يتوقعوا أن شركاتهم أو مشاريعهم سوف تنمو كما يتوقعون، قبل انتهاء الأزمة الاقتصادية. شركاتهم سوف تنمو إذا عملوا بجد في هذا المجال، ولكنها سوف تنمو ببطء.

 

محمد: إذا طلبتَ منك أن تقدم نصيحة للخريجين الجدد، أي المواهب الجديدة في السوق التي تريد تطوير مهاراتها وزيادة قدراتها وقيمتها في السوق، فماذا تقول لهم؟

عمر: إنني أنصحهم بشدة بالسفر للخارج، إلى أوروبا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وأنصحهم بالهجرة. وإذا كانوا لا يستطيعون الهجرة فإنني أنصحهم على الأقل أن يطلبوا منحاً دراسية لكي ينغمسوا في ثقافات مختلفة ويجدوا فرصاً أفضل، وبالتالي عندما يعودون إلى مصر بعد انتهاء هذه الأزمة سوف تكون لديهم قيمة أفضل في سوق العمل مقارنة بزملائهم.

محمد: أرى أنك تتحدث عن أوروبا، فماذا لو سألتك عن الشرق الأوسط؟

عمر: دول الشرق الأوسط غير مستقرة تماماً، ولكنني أرى أن منطقة الخليج بها بعض الفرص المستقبلية؛ ربما أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأكثر تأثراً بهذه الأزمة الاقتصادية ولكن هناك دول أخرى مثل الكويت والإمارات لديها فرص مستقبلية أفضل. ولهذا فإنني أشجع بقوة الخريجين الجدد على البحث عن فرص في تلك الدول.

محمد: شكراً لك يا عمر على هذه النصائح الرائعة، ونأمل أن تشارك في “كاريري” لتقديم المساعدة للمواهب المصرية في المستقبل القريب.

عمر: شكراً لك يا محمد. يسعدني ذلك، فأنا أود أن أساعدكم بشكل أكبر وأتطلع إلى محادثاتنا التالية

CAREERY Content Marketing Teamخبير اقتصادي يوضح كيف يمكن للمواهب المصرية أن تصمد أمام الأزمة الاقتصادية في 2017