محمد: ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه المواهب المصرية في دبي؟ عرفنا كيف يستطيع الشباب المصري الاستعداد قبل الالتحاق بسوق العمل الإماراتي.
إيهاب: الأمر مرة أخرى يعود للتنوع. في رأيي أن التحدي الكبير يقع في الانتقال إلى مجتمع مختلف جداً وبيئات عمل مختلفة جداً جداً. في بيبسيكو حيث أعمل ، على سبيل المثال ، يوجد أكثر من 40 جنسية مختلفة. في فريق العمل الخاص بي يوجد تقريباً 10 جنسيات مختلفة من هنود ولبنانيين ومصريين وغيرهم كلُ له ثقافته وطريقته الخاصة في التفكير وإنجاز العمل. التحدي هو مدى سرعة الموظف المصري في تقبل اختلاف الثقافات والتأقلم معها بل والتعلم منها أيضاً. يجب على المرء إذا ما أراد العمل في بيئة عمل في دبي أن يتعلم المرونة في التفكير والتعامل وتقبل الآخر والتفاعل معه بل ويجب عليه أيضاً استيعاب المزايا الخاصة التي يجلبها التنوع لبيئة العمل ويقدرها. ذلك يعتبر صعب نوعاً.
جانب آخر يجب على المصريين أن يراعوه في حال بدأوا العمل في دبي هو التخلي قليلاً عن الكبرياء المصري العتيق! يجب عليهم استيعاب حقيقة أن العمالة المصرية لم تعد متفوقة كما كانت في بلاد الخليج العربي. كثيراً ما نتفاخر بالأعداد الهائلة من المُعلمين المصريين التي وفرت التعليم لدول الخليج. كان ذلك صحيحاً في سبعينيات القرن الماضي ولكن الأمر لم يعد كذلك. العمالة المحلية الآن تتلقى تعليمها من جامعات عالمية. معظم المديرين المحليين يتمتع بذكاء عال وقدرة على إتقان العمل حيث يديرون شركات ويعقدون صفقات بملايين وأحياناً مليارات الدولارات. من يرغب في العمل هنا يجب عليه التحلي بالتواضع وتبني مبدأ التعلم من كل شخص. لذا فقبل البحث عن فرصة عمل في دبي ، يجب عليك كمتقدم للوظيفة أن تُدخِل شيئاً من التنوع على بيئة عملك وحياتك. يجب عليك الخروج من منطقة الراحة حيث كل شئ هادئ ومستقر ومقبول ومألوف واستهداف أشخاص وموضوعات وأماكن وبيئات مختلفة. حاول التفاعل مع ثقافات أخرى وتبنى وجهات نظر مختلفة حتى تكتسب مهارات جديدة.
محمد: ما النصيحة التي توجهها للطلاب ممن يرغبون في الالتحاق بوظائف في دبي؟
إيهاب: أولاً يجب على الطلاب التعرف على ثقافات البلدان الأخرى وتدريب أنفسهم على تقبل الاختلاف بشكل مبكر قدر الإمكان. توجد الكثير من المنظمات التي توفر للشباب فرص الالتحاق ببرامج تدريبية في بلاد وشركات مختلفة. البدايات المبكرة تساعد الطلاب على تكوين خبرات قيمة في مختلف المجالات والتي قد ترتبط بشكل ما بمجالات دراستهم. هناك الكثير مما سوف يكتشفونه في أنفسهم مما قد يساعدهم على القيام بخيارات واتخاذ قرارات أفضل. من خلال رحلة تدريبية فعالة يستطيع الطالب تحديد ما إذا كان أسلوب الحياة في دبي جذاب وملائم له أم لا. وفي هذا السياق كل شئ مقبول. ما يعتبره الآخرون مناسباً قد تجده أنت غير مناسب.
إذا كانت فرصة القبول في برنامج تدريبي صعبة بعض الشئ ، يستطيع الطالب سؤال أفراد عائلته من المغتربين المساعدة. إذا كان له أقرباء ممن يعيشون ويعملون في دبي ، فقد يستطيعون تمويل زيارة صيفية تمتد بضعة أشهر يستطيع من خلالها التعرف على المجتمع وتجربة التعامل معه.
إضافات
محمد: شارك معنا بعضاً مما يجب ولا يجب فعله عند الانتقال للبحث عن وظيفة في دبي.
إيهاب: أولاً: يجب على الباحثين عن وظيفة في دبي تجنب السفر طالما لم يتم طلبهم لإجراء مقابلات عمل. ذلك لأن كثيراً من الأفراد يخاطرون بالسفر باستخدام تأشيرة دخول سياحية مدتها أربعة أسابيع والتي قد لا تكون كافية أبداً للبحث عن وظيفة والترشح لمقابلة شخصية. إذا انتهت التأشيرة قبل أن يغادر الفرد البلاد قد يتم وضع اسمه في القائمة السوداء وقد لا يستطيع استخراج تأشيرة مرة أخرى. في هذه الحالة ، يجب على الفرد القيام بكل الخطوات مقدماً قبل السفر ، وبينما هو يراسل مدير التوظيف ، قد يقترح أنه على استعداد للقدوم إلى دبي لإجراء مقابلة إذا وُجد ملائماً للوظيفة. بهذا يوضح مدى حرصه واهتمامه بالوظيفة.
ثانياً: يجب على كل موظف سواء يعمل حالياً في وظيفة مناسبة أو يرغب في البحث عن وظيفة أفضل أن يقوم بتطوير دائرة علاقاته وتوسيعها. كموظف يجب أن تكون على اتصال بأناس آخرون يعملون في نفس مجالك من خلال موقع LinkedIn. قم بكتابة مقالات ومنشورات عن مواضيع في مجال خبرتك وشاركها مع الآخرين على صفحتك الشخصية. اعرض خبرتك وأعمالك وتعلم من الآخرين. يمكنك حضور ندوات ومؤتمرات. تواصل مع المتحدثين فيها قبلاً وأعرض رغبتك في التحدث إليهم بعض محاضراتهم. اعمل دائماً على توسيع شبكتك بالآخرين.
إذا كنت تتمتع بدور أكثر مسئولية وأهمية ، تقدم بطلبات لإلقاء محاضرات أو التحدث في المؤتمرات المختلفة. اعرض خبراتك وقم بتعليم الآخرين وإضافة معلومة أو قيمة جديدة لهم. استخدم كل أساليب التسويق الشخصية لتصنع لنفسك موقعاً حسناً في مجتمع الأعمال.
أخيراً وليس آخراً: إذا كنت تنوي الالتحاق بفرصة عمل في دبي تجنب أن تنضم لشركة صغيرة. ذلك لأن المكاتب الإقليمية تتجه إلى استقطاب مواهب من الشركات الكبيرة لا الصغيرة. لذا فإن حجم الشركة التي ترغب الالتحاق بها وكذلك قيمة الراتب الشهري يجب أخذهما جيداً في الاعتبار. يجب عليك تقييم الراتب المعروض في ضوء تكلفة الحياة في دبي وليس في القاهرة. إن 12000 درهم تقابل 60000 جنيه مصري ، مرتب ممتاز لأسلوب الحياة في مصر لكنه ليس كذلك بالنسبة للحياة في دبي.
تنبيه: هذه المقاله يعبر عن آراء أصحابها وخبراتهم الشخصية ولا يعبر بالضرورة عن آراء الشركات التي يمثلونها.
