نحن الأن نعيش في عالم افتراضي حيث يوجد كل شئ على الإنترنت بشكل علني مرئي للجميع ومُراقب. تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر المواقع استخدماً على الإنترنت ويحتل فيس بوك المرتبة الأولى بينها. وبغض النظر عما يجده البعض من عيوب في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها أثبتت فوائد كثيرة عِدة. فهي تربط الناس بعضهم ببعض، تعتبر مصدر هام للمعلومات عن الأماكن المختلفة وحتى ما يحدث في كل مكان آخر في العالم. كما توفر مواقع التواصل الاجتماعي مساحة شخصية لكل فرد يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه وأفكاره ونشر أخبار تتعلق به أو لتوثيق اللحظات التي قد لا يرغب في نسيانها.
لكن.. هل تساءلت يوماً حين التقديم لحضور بعض الدعوات أو الأحداث الرسمية المُعلن عنها على فيس بوك.. لِم يُطلب منك إدخال رابط لصفحتك الشخصية على فيس بوك؟ نسمع كثير من الأخبار المرعبة عن شخص فُصل من عمله بسبب منشور له على فيس بوك أو آخرون دمروا حياتهم العملية بسبب نشر بعض الصور غير الملائمة! هنا يُطرح سؤال مهم: كيف يمكن لصفحة “شخصية” أن تدمر الحياة العملية لفرد ما؟
مواقع التواصل الاجتماعي والوظيفة
تلعب مواقع التواصل الاجتماعي الآن دوراً أكثر أهمية من مجرد ربط البشر بعضهم ببعض إذ أصبحت مؤخراً عاملاً مهماً وأسياسياً لأي عمل. حوالي 88% من الشركات الأن تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق لمنتجاتها وخدماتها ولاستقطاب عملاء جُدد. إنه أمر ضروري الآن لكل شركة أن يكون لها وجود على الإنترنت. ومع الانتشار الواسع لمفهوم العلامة التجارية الشخصية يستخدم الكثيرون الآن مواقع التواصل الاجتماعي كشبكات للتسويق لأنفسهم عن طريق نشر أعمالهم وإظهار قيمتهم المضافة للآخرين. بالإضافة لذلك فإن مسئولي التوظيف (recruiters) الآن بإمكانهم معرفة الكثير عن المتقدمين للوظيفة من صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبصرف النظر عن تصنيف منشوراتهم سواء كانت شخصية أو مهنية.
عندما يقوم مسؤولو التوظيف بفحص السير الذاتية للأشخاص المتقدمين للوظيفة فهم لا يبحثون فقط عن الشخص ذو المؤهلات العلمية المطلوبة ولكن أثناء بحثهم يحاولون إيجاد من هو أيضاً متوافق مع سياسة الشركة ومبادئها، وهو الأمر الصعب اكتشافه في مقابلة رسمية.
ثقافة الشركة هي مجموعة من القوانين والقواعد التي تحدد مبادئ الشركة ، مهمتها واتجاهاتها. وحتى يتسنى لأي شركة النجاح يجب على كل فرد بالشركة أن يفهم ثقافتها جيداً ويتعامل على أساسها حيث أن ذلك يخلق نوع من التناغم في التعامل ويسِهل على الموظفين التواصل والتعاون مع بعضهم البعض. ذلك بدوره يخلق بيئة إيجابية ويزيد من التوافق في مكان العمل. لذلك فإن معرفة ما إذا كان المتقدم للوظيفة متوافق مع ثقافة الشركة مهم جداً بالنسبة لمسئولي التوظيف.
لذلك يقوم مسئولي التوظيف بتفقد صفحات المتقدمين للوظيفة على موقع فيس بوك جيداً. يقومون بقراءة ما ينشوره ويشاركوه سواء كان محتوى مرئي كفيديو أو صورة أو مكتوب كمنشور صغير أو مقال حتى يكوَنوا انطباع عن سلوك الشخص وميوله وثقافته. وبناءً على هذه الانطباع يقرروا لاحقاً إذا ما توافق الشخص مع ثقافة الشركة. على سبيل المثال فإن الشخص الذي يقوم بنشر محتوى عنصري سيتم رفضه من شركة تنادي بالمساواة وتُعلي من قيمة واحترام الفرد.
إن تفقد الصفحات الإلكترونية للمتقدمين للوظيفة أصبح خطوة أساسية في عملية التوظيف. وحتى يمكنك زيادة فرصة قبولك لوظيفة ما فانتبه جيداً لما تقوم بنشره على صفحاتك الإلكترونية.
